عن الكتاب: يحتوى هذا المجلد على:
المجد والشرف للشاعر الشاب الذي تحب آلهة وحيه سكان السقوف والأقبية وتقول عنهم لأصحاب القصور المذهبة: هؤلاء بشر أيضا، هؤلاء أخوتكم.
بهذه العبارة حيا بيلنسكي سنة 1946، قصة الفقراء. والحق أن حماسة الناقد الروسي الكبير في محلها: لقد ظهرت عبقرية دويستوفسكي الخلاقة في أول عمل من أعماله الأدبية، وهو لما يزل في السادسة والعشرين من عمره، فقد كشف منذ أول عمل له عن السمة التي ستظل تميزه: حبه وعطفه وحماسته للمغمورين المغلوبين على أمرهم، لأولئك الذين سيسميهم دويستوفسكي في عمل مقبل من أعماله "المذلين" و"المهانين".
نشرت رواية "المثل" بعد صدور "الفقراء" بشهر واحد. فلم يستقبلها النقاد والكتاب والقراء بمثل ما استقبلوا به قصة "الفقراء" من حماسة. ولكن الناقد الشهير بيلنسكي حرص على إبراز دلالتها الإجتماعية، حتى لقد قال بيلنسكي إنه يرى في هذه القصة من الموهبة الخالقة ومن عمق الفكر مالم ير مثله في قصة الفقراء.
وهذا بطل آخر من صغار الموظفين، شاب يفيض مزايا وخير ومحبة، راضٍ عن مصيره، رغم أن راتبه لا يزيد على خمسة وعشرين روبلا في الشهر. إن رئيسه يستغله، عاهداً إليه بأعمال إضافية لا يدفع له أجرها خلال أربعة أشهر. ولكنه ينهض بالعبء في جد واجتهاد وحماسة، حتى إذا كافأه رئيسه بخمسين روبلا فاض قلب الفتى شعوراً بالشكر والإمتنان. والفتى سعيد، لأن له صديقاً عزيزاً عليه، ولأنه خطب فتاة يحبها حب عبادة، ولأنه ينعم بالحظوة لدى رئيسه. ولكن "قلبه الضعيف" ينوء بحمل كل هذه السعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق