عدد الصفحات: 408 صفحة
عن الكتاب: كل الموضوعات التي تتعلق بالإنسان ومشاعر الإنسان ليست دقيقة ولا واضحة تماماً. فلا توجد حقيقة إنسانية سهلة وبسيطة مثل 2+2=4.. وإنما نحن نعبر عن كل المعاني الإنسانية بالتقريب . لأنه من الصعب أن نلقي القبض على المعاني ونسجنها في الكلمات.. وإﺫا فعلنا فكثيراً ما هربت.. فنعود إليها نتحايل عليها وندور حولها لعلنا نرى جديداً.. و هكذا إلى الأبد!.
والفيلسوف الألماني العظيم هيدجر يقول: ركعت وسجدت عند قدمي معشوقتي.. وانتظرت أن تجود علي بكلمة.. وانتظرت طويلاً.. ولكن معشوقتي لم تقل إلا قليلاً!.
أما المعشوقة فهي: الحقيقة!
القليل همست به، والباقي يجب أن نجتهد نحن في معرفته!
الحب مثلا: يملأ نصف كتب الأدب في كل العصور.. مئات ألوف من الأبيات في كل اللغات. فما هو؟ كيف هو؟ لماﺫا هو؟ أية فائدة منه؟
وتاريخ الفكر الإنساني، هو تاريخ المحاولة والخطأ واللف والدوران والنفاﺫ إلى أعماق المعاني.. ثم معاودة كل ﺫلك من جديد.. كأن أحدا لم يحاول من قبل!
وغير ﺫلك من ألوف المعاني والنوادر والقصص في التاريخ والأدب والفلسفة.. ولكن الكاتب يحاول ويحاول.. ويكفيه شرفا أن يفعل ﺫلك..
وهناك نوعان من الأدباء أو الشعراء أو المفكرين:
واحد يمشي أمامك ويتكلم.. وواحد يمشي وراءك ويتكلم.. ولا أعرف أين سأكون.
وإنما سأحاول أن أكون أقرب إلى أﺫنيك إلى عينيك إلى عقلك.. وأن أقع هﺫه المسافة التي بيننا بأسرع وقت و بأقل جهد.. ولن أمل أبدا أن أكون واضحاً!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق