الخميس، 22 فبراير 2024

حقيقة الصيام

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا


عدد الصفحات: 106 صفحة

عن الكتاب: الصيام لا شَكَّ أنَّه الإمساك عن المفطرات، لكن لا بدَّ أن يُضاف إلى هذا، التعبُّد لله بالإمساك عن المفطرات حتَّى يكون عبادة، لأنَّ الإمساك عن المفطرات له أسبابٌ متعدِّدة، فإذا كان الغرض من ذلك التعبُّد لله كان صيامًا شرعًا، وكما قال الشيخ - رحمه الله - الأشياء المفطرة بالإجْماع هي هذه الثلاثة: الأكل والشرب الجماع، وما عدا ذلك فإمَّا ثابتٌ لأقيِسة، وإمَّا ثابتٌ لنصٍّ مُختلف في صحَّتِه أو في دلالته، لكن هذه الثلاثة مُجمَع عليها، والصيام كان معروفًا في الجاهلية وفي الشرائع الأخرى، كما قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183]، وقالت عائشة - رضي الله عنها - أنَّهم كانوا في الجاهلية يصومون يوم عاشوراء، فلم تأْتِ الشريعة الإسلامية بِجديدٍ إلا في بيان الحكمة من الصَّوم، وهي أنَّه ليس الحكمة من الصوم أن يُمنع الإنسان من فضل الله - عزَّ وجلَّ - من طعامٍ وشرابٍ ونكاح، ولكنَّ الحكمة شيءٌ فوق ذلك، وهو تقوى الله - عزَّ وجلَّ - كما قال تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} حين ذكر فرض الصيام، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لَم يَدَعْ قول الزور والعمل به والجهل فليْسَ للَّه حاجة في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه))، فالحاجة بِمعنى الإرادة، يعني أنَّه ليس لله إرادةٌ أن يدع الإنسانُ طعامَه وشرابه بدون أن يدع قول الزور والعمل به والجهل، وإنَّ قومًا يُمْسِكون عن ملاذِّهم ويتَّقون الله - عزَّ وجلَّ - شهرًا كاملا ويكونون كذلك لابدَّ أن تتغيَّر مناهجُهم، ولِهذا كان شهر الصيام لِمَن وفِّق تربيةً عظيمةً للنَّفس، بالصبر والتَّحمل والتَّقوى وكثرة الطاعات، نسأل الله أن يَجعلنا وإيَّاكم مِمَّنِ اتَّعظ به وانتفع.

لينك التحميل
تحميل

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق