الاثنين، 8 أبريل 2019

ماجدولين: تحت ظلال الزيزفون

للإنضمام معنا في جروب نقرأ لنرتقي اضغط هنا


عدد الصفحات: 150 صفحة

عن الكتاب: مضى الليل إلا أفلة، ولم يبق إلا أن تنفرج لمة الظلام عن جبين الفجر، ولا أزال ساهرًا قلق المضجع، أطلب الراحةَ فل أجدها، وأهتف بالغمض فلا أعرف السبيل إليه.
إِن إدوار يسخر مني في كِتابه ويهزأ بي ، ويُنذرني بيوم أرى فيه أوْهاما كاذبةً وأحلاما باطلة ما كنت أحسبه أماني وآمالاً، ويرى أن جميع ما أقدره لنفسي من سعادة في الحياة وهناء أشبه شيء بالخيالات الشعرية التي يسعد الشعراء بتصوّرها، ولا يسعدون بوجودها؛ فلئن كان حقًّا ما يقول فَمَا أمر طعم العيش، وما أظلم وجه الحياة.
لا لا، إن الذي غرس في قلبي هذه الآمال الحسان لا يعجز عن أن يتعهدها بلطفه وعنايته حتى تخرج ثمارها، وتتلألأ أزهارها، وإن الذي أنبت في جناحي هذه القوادم والخوافي لا يرضى أن يهيضني ويتركني في مكاني كسيرًا لا أنهض ولا أطير، وإن الذي سلبني كل ما يأمل الآملون في هذه الحياة من سرور وغبطة، ولم يبقِ لي منها إلا حلاوة الأمل ولدته لأجل من أن يقسو علي القسوة كلها فيسلبني تلك الثُماله الباقية التي هي ملاك عيشي، وقوام حياتي.
على أنني ما ذهبتُ بعيدًا، ولا طلبتُ مستحيلًا، فكل ما أطمع فيه من جمال هذا العالم وزخرفه رفيق آنس بقربه وجواره، وأجد لذة العيش في الكون معه، والسكونِ إليه، وما الرجال كما يقولون إلَّا أنصاف ماثلة تطلب أنصافها الأخرى بين مخادعِ النساء، فلا يزال الرجل يشعر في نفسه بذلك النقص الذي كان يشعر به آدم قبل أن تتغير صورة ضلعه الأيسر حتى يعثر بالمرأة التي خلقت له فيقر قراره، ويلقي عصاه.

لينك التحميل
تحميل

للإنضمام معنا في جروب نقرأ لنرتقي اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق