الخميس، 28 مايو 2020

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا


عدد الصفحات: 101 صفحة

عن الكتاب: لما أردتُ أن أكتب هذا الفصل وهممت به، عرضت لي مسألة نظرت فيها جوابها، ثم قدَّرْت أن يكون أبلغ فلاسفة البيان في أوروبا لعهدنا هذا رجلًا يحسن العربية المُبِينة، وقد بلغ فيها مبلغ أئمتها علمًا وذوقًا، ودرَس تاريخ النبي ﷺ درسَ الروح لأعمال الروح، وتفقَّه في شريعته فقْه الحكمة لأسرار الحكمة، واستوعب أحاديثه واعتبرها بفن النقد البياني الذي يبحث في خصائص الكلام عن خصائص النفس؛ وتمثَّلتُ أني لقيت هذا الرجل فسألته: ما هو الجمال الفني عندك في بلاغة محمد ﷺ؟ وماذا تستخرج لك فلسفة البيان منه؟ وما سِرُّه الذي يجتمع فيه؟
ولم يكد يخطر١ لي ذلك حتى انكشف الخاطر٢ عن وجه آخر، وذلك أن يكون معنى هذا السؤال بعينه قد وقع في شيء من حديث النفس لأبلغ أولئك العرب الذين رأوا النبي ﷺ، وآمنوا به، واتَّبعوا النور الذي أنزل معه، وقد صحبه فطالت صحبته، لا يفوته من كلامه في الملأ شيء، وخالطه حتى كان له في الإحاطة بأحوال نفسه كبعض التاريخ، فتدبَّرَ ما عسى أن يكون سرُّ الجمال في بلاغته ﷺ، وما مرجعه الذي يردُّ إليه؟
لو دار السؤال دورتيه في هذه السليقة٣ العربية المحكمة التي رجعت أن تكون فلسفة تشعر وتُحِسُّ، وفي تلك الفلسفة البيانية الملهمة التي بلغت أن تكون سليقة تدرس وتفكر لما خلص من كلتيهما إلا برأي واحد تلتقي عليه حقيقة البيان من طرفيها: وهو أن ذلك الجمال الفني في بلاغته ﷺ إنما هو أثرٌ على الكلام من روحه النبوية الجديدة على الدنيا وتاريخها.

لينك التحميل
تحميل

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق