الثلاثاء، 11 يناير 2022

تمارين في الإعجاب

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا



عدد الصفحات: 223 صفحة

عن الكتاب: من الكتاب
لا أرغبُ في الكتابة إلاّ وأنا في وضعٍ قابلٍ للإنفجار، فريسّة الإنفعال أو الإنقباض، في ذهولٍ مُتَحوِّلٍ إلى هيجان، في جَوِّ انتقامٍ تحُلُّ فيه الشتائمُ محَلٍّ الصفعات واللكمات.

يبدأ الأمر عادةً هكذا: رجفةٌ خفيفةٌ لا تلبثُ أنْ تشتدّ شيئاً فشيئاً، مثلما هو الشأنُ بعد شتيمةٍ تلقّيناها دون أن نُرُدَّ عليها.

العبارةُ تُساوِي الردَّ المتأخَر أو الإعتداء المُرجَأ، أكتُبُ كي لا أقع في ردِّ الفعلِ المُباشر وكي أتجنَّبَ أزمة؛ العبارةُ تنفيس، ثأرٌ غير مباشر يحقّقه من لا يستطيع أن يصبرَ على إهانة وليس له غير الكلام كي ينتفض على أشباهه وعلى نفسه.

لم ألتقها سوى مرتين هذا قليل٬ ولكنَّ الاستثنائيَّ لا يقاسُ بمقاييسِ الزَّمن. كانتْ طلعتها الغائبة والمحيِّرة ما شدَّني إليها على الفور، همساتها إذ لم تكن تتكلم، بل تهمس، حركاتها المضطربة، نظرتها غير المتتبعة للأشخاص أو الأشياء، رونق طيفها الأخاذ. “من تكونين؟ ومن أي مكان جئت؟” كان هذا السؤال الذي نرغب طرحه عليها فور رؤيتها. لم تكن تستطيع الإجابة، إذ كانتْ شديدة التماهي مع سرها أو عاجزةً عن خيانته.

لم يعرف أحدٌ كيف كانتْ تتنّفس، أو بأيِّ لعبة كانتْ تخضع لسلطان النَّفَس، أو ما كانتْ تبحث عنه بيننا. الأكيد أنها لم تكن من هنا، ومشاركتها لسقوطنا في الزَّمن كان أدبًا منها أو حبَّ استطلاع.

لينك التحميل
تحميل

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق