الأربعاء، 25 يناير 2023

الأعمى والأطرش

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا


عدد الصفحات: 86 صفحة

عن الكتاب: سيقال فيما بعد أن ما حدث كان مستحيلاً، أما الآن فالأبعدون يقولون إنها مغامرة، وأنا أقول إنها الولادة. إن الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة , والمسالة مسالة وقت ليس غير. كذلك تبدأ القصص وكذلك تنتهي. إن المعجزة ليست أكثر من الجنين الغريب الذي ينمو في رحم اليأس ثم يولد على غير توقع من أحد ليضحي جزءاً من الأشياء تبدو ثمة ناقصة دونه. وقد كنت اسمع دائما عن قبر الولي عبد العاطي وعن شجرته, ولكني لم اكترث قط. لقد حجت أمي حين كنت لا اعرف إلي أين تحملني وتمضي، إلي قبور كل الأولياء الصالحين، المزروعة في كل حي وعلى درب كل قرية، سكبوا هناك على عيني من الزيت والدعاء ما يذوب جبلاً من الصمت والعناد، ولكن شيئا لم يحدث، كان العمى وكان شيئا مكتوبا علية منذ البدء، والي النهاية. ومضت الآن سنوات لا حصر لها على تلك الأيام حين كانت تضعني أمي على كتفها وتمضي ماشية وكأنها تغوص في بحر لا قرار له وكنت أحس المسافة على جبهتها حين تنزلق إليها كفى فألمس فوقها طوفاناً من تفصد العرق التعيس، ولكننا كنا نعود دائما من قبور الأولياء الصالحين كما كنا نذهب تضيء أمي طريقنا بعينيها الباكيتين الراجيتين، وأتعرف أنا مسافة الرحلة من العرق المتفصد على جبهته.

لينك التحميل
تحميل

للإنضمام معنا في جروب المكتبة "نقرأ لنرتقي" اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق